آباء وأمهات أكل الدهر حيويتهم ، وترك بصماته على وجوههم ،
ورسم التجاعيد التي تنذر بخطر قادم ، وتغيرت صورهم الجميلة ،
وبدأت الامراض تنتشر في أجسادهم الواهنة ؛
و كانوا قد أفنوا حيواتهم وشبابهم في سبيل أولادهم ،
لتكون المكافأة في النهاية ، وضعهم في مأوى العجزة .
*****
ممرضة هذه الدار تحكي قصصا عن هؤلاء يشيب لها الولدان
و إحدى هذه القصص المؤثرة : أن أحدهم كان غنيا جدا
ولديه إبن وحيد ، توفيت امه وهو صغبر ،
عندما شب زوجه و اشترى له فيلا وسيارة و استأجر له الخدم و لم يشجعه
على إكمال الدراسة أو العمل ؛
و لكن زوجة الابن كانت لئيمه جدا في تعاملها مع والد زوجها ،
و على الرغم من أنه كان يسكن فى ملحق لوحده في حديقة الفيلا ،
لم تطق وجوده قريبا منها ، فكانت تنخر في رأس زوجها بأنها لاتريده فى بيتها أبدا ؛
و قد انصاع أخيرا لإلحاهها فتحايل على والده قائلا : "سأرسلك يا أبي الى مكان جميل
جدا و ستحبه كثيرا ، بينما أمر السائق أن يقله إلى مأوى العجزة !
*****
لم يستطع الوالد أن يغفر لابنه فعلته ، فاستدعى محاميه و فوضه أن يبيع الفيلا
لأنه عزم على بناء مسجد بثمنها ،
كانت المفاجأة قاسية عندما طلب المالك الجديد من الابن أن يخلي الفيلا من الأثاث
؛ و لم تحتمل زوجته الوضع الجديد ، فذهبت إلى منزل أهلها ثم طلبت من زوجها الطلاق ؛
و قد شوهد الابن بعد ذلك يبيع الصحف عند إشارات المرور .