Saturday, May 5, 2012

الخادمة


 

ذهبت مع أفراد أسرتي إلى منزل والدتي ،
و كان جميع أفراد العائلة مجتمعين هناك ،
أخواتي و أزواجهن ، و إخواني و زوجاتهم ، وأولاد هؤلاء و اؤلئك ،
و كانت والدتي في انتظار هذا اليوم ، فهو يوم الجمعة .
***
كانت قد أعدت لنا ألذ الأكلات واكثرها دسامة ،
بينما كانت تساعدها في شؤون المنزل خادمة صغيرة ،
كانت قد أحضرتها من أندونيسيا بواسطة أحد مكاتب التخديم .
كانت روزيتا – و هذا هو اسم تلك الخادمة - قد قدمت من أندونسيا لتساعد والدتها الأرملة و إخوتها الأصغر في التغلب على مصاعب الحياة ، فترسل لها كل ما يتوفر معها من مال .
***
بدأت الطلبات تنهال على روزيتا :
- روزيتا أحضري الصحون والاكواب ...
- روزيتا احضري الماء...
- روزيتا ساعدي أحمد ليذهب الى الحمام ......
و المسكينة تركض كالنحلة في أرجاء المنزل الكبير ، بينما كان الجميع جالسين في أماكانهم لا يتحركون ؛
استغربت كثيرا تعاملهم مع هذه المسكينة الصغيرة ،
ترى هل كان صعبا على أم أحمد أن تأخذ ابنها إلى الحمام ؟
و هل  كان صعبا على فتيات العائلة أن يساعدن روزيتا في نقل الصحون ؟ 
 عندما هممت بمغادرة منزل والدتي ، ذهبت إلى المطبخ ،
وشكرت روزيتا على مافعلته من أجلنا ،
و وضعت في جيبها ما أحمله من نقود معدنية ،
أمام دهشة و ذهول الجميع  ، وكأنني ارتكبت جناية ؛
***
لقد غادرت منزل والدتي وأنا مكتئبة ،
مستغربة تعامل الناس مع الخادمات ، وكأنهن مجرد آلات !!!

No comments:

Post a Comment